Tuesday, June 21, 2011

الجزء الأول : الشورقراطية تدافع برد موضوعى ضد التناقضات المطروحة فى فكر د. سليم العوا وفتنة الناس بفكرة موضع للتساؤلات والمراجعة النقدية ؟!؛

طرح الدكتور محمد سليم العوا افكارا نرى فيها كشورقراطيين اسلاميين ملتزمين بالرد عليها بالنقد الموضوعى ونلخصها فيمايلى :؛
أولا :الفكر عند العوا ان الاسلام قد أقام - فى عهد المدينة المنورة - الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية ؛ هذا من الخطا الفكرى والتاريخى التحليلى ذات البعد الواحد فى رؤيته متجاهلا عمدا إبعادا آخرى هامة ومكمله للرؤية العميقة ؛ذلك أن: 1. رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كان فى حقيقته رجل دين ونبى مبعوث بالوحى بالدرجة الاولى ،فكان نبيا ورسول قبل ان يكون رئيسا لدولة أو قائدا عسكريا أو مصلحا اجتماعيا وثقافيا ..الخ 2. أن رسول الله قد ركز جزءا هاما من حياته ومايزيد عن 12 عاما مكية على البناء الشعورى المعرفى الدينى للمسلمين من أتباعه ؛ بمعنى بناء الشعور العقلى المنطقى والشعور النفسى المعرفى للذات الانسانية المسلمة والمؤمنة التى تتبع عقيدة التوحيد الاسلامية الابراهيمية المنشأ 3. ان الصحابة الاوائل من المهاجرين والانصار والذين التفوا حوله والذين اتبعوه فى هجرته الى المدينة المنورة - فى ذلك الحين - قد لقوا دروسا دينية متعمقة الوعى من القرآن والسنة النبوية ومن تتبعهم لسيرته النبوية الشريفة ؛ وبما يمكنهم من الوصول للتوافق الشعورى المعرفى المتكامل - طبقا لنظريتنا الإسلامية لمبدأ الفعل وحتمية رد الفعل ونظرية الوجود المعرفى الشاملة ولها أسانيد من القرآن الكريم - وبذلك كانوا معدين جيدا دينيا قبل ان يكونوا معدين إداريا وعسكريا وسياسيا .. الخ لإنشاء دولتهم الإسلامية الأولى بالمدينة المنورة 4. تجاهل عمدا د.العوا - محاولا دعم فكره الديموقراطى بالإنحياز - الحقيقة التاريخية أن الاعداد لانشاء الدولة الاسلامية الأولى بالمدينة كان قد سبقه الإعداد الدينى المكى الكامل ومواصلته فى المسجد النبوى بالمدينة المنورة ؛حيث كان هو المعلم والفقيهفى هذه الدولة الدينية لانه هو رسول ونبى الله محمدا صلى الله عليه وسلم 5. أن هذه الدولة الدينية التى يقودها نبى أمى مدعم بوحى السماء وبصحابة قد تم إعدادهم دينيا بمكة لمايزيد عن عقد من الزمان وبالمدينة حيث لعب الدين بكتاب الله وسنة نبيه دورا رائدا لقيادة الافراد والجماعات شعوريا ومعرفيا؛ فهى من الواقع إذن دولة دينية الطبع ذات تكوين خاص قبل ان تكون دولة مدنية تحت أى حال من الأحوال ؛ ومن الخطأ الفكرى للدكتور العوا والفقيه القرضاوى افتراضيتة هذه الدولة الاسلامية الأولى ثقوم على الاسس الثيوقراطية للفكر الأوربى والغربى نتيجة اختلاف قواعد واسس وطبيعة النظامين حيث لايمكن الخلط بينهما بهذه الرؤية التعسفية للعوا والقرضاوى 6.أن تنظيم العلاقة بين النبى - حاكم هذه الدولة الناشئة - والاقليات تم تنظيمة على أساس فكرى قضائى-عدلى دينى وسياسى يضمن من خلاله تنظيم العلاقات العامة والحقوق والواجبات و منها الدينية والقضاء بالدرجة الاولى حيث حكم الرسول كمرجع نبوى دينى وسياسى وقضائى عدلى فى أمور كثيرة تضم المسلمين وغير المسلمين 7. أن الوثيقة التى وضعها نبينا الإمى لم تمثل دستورا لكل من الافراد والدولة ‘ بل سياسة دينية إدارية وتنظيمية فى ابعاد كثيرة و نلاحظ استخدام د. العوا لمستحدثات المصطلحات السياسية الوضعية - كماهو الحال فى الديموقراطية والتى هو يتبناها - فيه إنحياز معادى للحياد والموضوعية فكتابة وثيقه للدولة الناشئة لاتعتبر دستورا مرجعيا لرسول الله وصحابته كما هو الحال فى وضعية الفكر الدستورى العلمانى لآن الدستور الحقيقى هنا -إن صح استخدام هذة الكلمة فى مثل هذا الموضع - هو كتاب الله السماوى المنزل و مؤكدا بتطبيقات سنة نبيه المعصوم و كماهو معروف للجميع وحتى يومنا هذا..؛
وأخطأ د.العوا كمجتهد فى رأينا - لانحيازه للفكرة الديموقراطية - ومحاولة ترقيع تاريخنا الاسلامى على اسلوبه فى الدولة الاسلامية الأولى كى توافق أفكارة الإنتخابية المحتملة وكى تنال اكبر عدد من المؤيدين الديموقراطيين مسلمين وغير مسلمين ؛ ذلك إننا نرى عكس تلك الرؤية المتفلسفة للدكتور العوا ألا وهى فى رؤيانا الحقيقية والأصيلة أن الدولة ألاسلامية النبوية الأولى هى دولة الشورقراطية ( شورى الحكم ) حيث تعتبر المرجعية الدينية إن صح إستخدام نفس المصطلح للعوا نفسه ؛ المرجعية الدينية هى داخل الذات المعرفية الانسانية لشعور كل فرد عقليا منطقيا ونفسيا معرفيا وجدانيا ؛ بل وهى مرتبطة ارتباطا وثيقا بكتاب الله مع كل مؤمن مسلم كمرجعية لذاته : القرآن الكريم وهو مايفسر تاريخيا طول الفترة المكية لاعداد الفرد والجماعة دينيا وشعوريا معرفيا اولا وأخيرا قبل قيام الدولة بعد ذلك ح فلم يحذف ويتجاهل هذا الباحث والسياسى عمدا هذه الحقيقة الثابتة فى القرآن والسنة والسيرة ؟!!..؛
المرجعية الدينية هاهنا كانت ممثلة فى كتاب الله وسنة نبيه حيث يلعب كل مسلم وفرد مؤمن دورا في التعامل معها فى ضوء نظريتنا الاسلامية القرآنية لمبدأ الفعل وحتمية رد الفعل لاستيعاب وتطوير المعارف للفرد والجماعة المؤمنة وبها ولقد مثل رسول الله النبى الدينى الامى رمزية الدولة الدينية قبل أن يمثل نفسه حاكما مدنيا يتبع مرجعيته الدستورية لانسان أو لمفتى كماهو الحال عند الزعماء والحكام الديموقراطيين الغربيين سابقا وحتى الآن فى علاقاتهم مع البابا والكنيسة فى العصور الوسطى وحتى العصر الحديث .. وهنا أوقع د. العوا بانحيازه عن الموضوعية السوية والحقيقة- لغرض ما فى نفس يعقوب - ليفتن باقواله كل الناس بل والشعب فى مايطرح باحاديثه الإعلامية ومؤتمراته الترشيحية فى سباق الرئاسة داخل مصر .. واضعا إياه ونفسه تحت المسائلة والواضحة فى ردنا الشورقراطى الموضوعى والواعى ببواطن وظواهر الامور بفضل من الله ..!!؛
ثانيا: أن الحاجة لوضع دستورا يتأتى فى حالات صياغة القوانين الوضعية وقواعدها وهى محل الخلاف بين الأفراد والامم ومن هنا يختلف الموقف تماما فى الدولة الاسلامية الاولى حيث تدخل المشرع الآلهى بقرآنه الكريم لتنظيم هذه الامور منعا للخلاف كما قالها وأكدها الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله والذى يؤيدنا ايضا ببصيرته معنا لهذا الرأى ورسول الله هنا لم يكن مشرعا دستوريا لأن دستوره النبوى هو كتاب الله السماوى المنزل اول وأخيراا فما حاجته إذن لكتابة دستورا آخر .. أليس هذا من التناقض فى انحيازية بل وتضليل د. العوا للناس من العامة والخاصة أمام مشجعيه من الديموقراطيين والعلمانيين الذين يرفضون العمل بكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة ؟!!؛ولم يحتاج رجل الدين كنبينا الشريف أن يكتب دستورا فوق كتاب ربه ككيان دستورى وتشريعى منزل للناس وقواعد الحكم السياسى القرآنى والاسلامى التى ذكرناها وطورنا علميا آلياتها العملية فى الشورقراطية الاسلامية ونظامها الفريد والبديل عن النظام الديموقراطى بمشاكله الكثيرة والمدمرة ؟!؛
ثالثا: هناك قضية خطيرة طرحها د. العوا لفتنة الناس بجهاله .. ألا وهى أنة لايمانع من أن يحكم مصر رئيسا مسيحيا أو يهوديا أو علمانيا كافرا طالما ترك للإسلام أن يطبق طالما ينتخب لصالح الرئاسة بالشعب كلام نظرى اجوف بل وغير واقعى بالمرة لحفظ حقوق الامة المؤمنة .. وهو أنحياز موضوعى خطير جدا بل ويتعارض مع آيات كثيرة من كتاب الله دستورنا الحقيقى ومن بين هذه الآيات- على سبيل المثال لاالحصر - مايلى :
1. إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا .. سورة المائدة الآية 55
يأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بض ومن يتولهم منكم فانه منهم .. سورة المائدة الآية 51
لايتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين - سورة آلعمران الآية 28
واستشهد د. العوا بالنبى يوسف عليه السلام فى مصر وانه عمل كمسلم نحت فرعون كافر يحكم البلاد وفى هذا تضارب فيمايلى
:
1. أن يوسف كان مستضعفا فى ارض حكمها الفراعنة الكفرة التى تؤله حكامها
2. أن يوسف عليه السلام ليس خاتم الأنبياء والمرسلين كمحمد صلوات الله وسلامه علية والذى هو قائدنا الاول والأخير
3.
أن محمدا رسول الله - فى طريقه وهيكلية إنشاءه للدوله الاسلامية الأولى لم يضع أبدا يهوديا أونصرانيا أو مجوسيا أو علمانيا لرئاسة هذه الدولة النبوية الدينية الاسس والناشئة
4.ونؤكد كشورقراطيين مؤمنين بان فرضية د.العوا الديموقراطية تتعارض شرعا مع فقه الفلسفة القرآنية فى الحكم السياسى وضد السيرة النبوية الصحيحة
5. لايصح فقهيا تقديم نموذج الحكم ليوسف عليه السلام ليتخطى به د.العوا بجدله اللاواعى النموذج الفقهى الحاكمى لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
ونقولها فى كلمة أخيرة للدكتور محمد سليم العوا وأتباعه ماجاء بالقرآن الكريم ردا :؛

إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لايغنى من الحق شيئا .. صدق الله العظيم.. سورة النجم الآيه 28
أن الإسلام بقرآنه ونبيه وشورقراطية الحكم الاسلامى النبوى يجب كل ماقبل ذلك من نظم واحكام وسياسة

د.شريف عبد الكريم - مؤسس الحركة الشورقراطية الدولية وعضو قيادى مؤسس للحزب الشورقراطى المصرى للتنمية
حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف 20 يونيو عام 2011

No comments: